الشافعي سبط سيدي الشيخ عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي الإمام الأديب الفقيه الحافظ شمس الدين أبو عبد الله:
وُلد في ليلة الأحد الثالث من شهر رمضان المعظم قدره سنة سبع وثمانين1 وسبعمائة بمكة المشرفة ونشأ بها فحفظ القرآن العزيز وكتبًا عدة منها التنبيه والمنهاج في الفقه والعمدة في الحديث والألفية في النحو وكتبًا أُخر في علوم شتى وعرضها واشتغل في الحديث والفقه والعربية والعروض والأدب فظهرت نجابته واشتهرت نباهته وكان يتوقد ذكاء تفقه بشيخ الإسلام جمال الدين بن ظهيرة والشيخ شمس الدين الغراقي وغيرهما وأخذ علم العربية عن الشيخ شمس الدين المعيد والشيخ خليل بن هارون وغيرهما، وأقبل على هذا الشأن بهمة عالية فأخذه عن الحافظ أبي حامد وغيره وطلب بنفسه فسمع من جماعة بمكة المشرفة الكثير من الكتب والأجزاء على مشايخها والقادمين إليها منهم البرهان بن صديق والحافظ أبو حامد بن ظهيرة والإمام أبو اليمن الطبري ووجيه الدين وأصيل الدين عبد الرحمن بن حيدر الدهقلي2 والقاضي رضي الدين أبو حامد المطري، ورحل إلى المدينة الشريفة -على الحالِّ بها أفضل الصلاة والسلام- فقرأ بها الكثير على قاضيها العلامة أبي بكر بن الحسين العثماني وأم محمد رقية بنت يحيى بن مزروع وغيرهما ثم رحل إلى الشام في سنة خمس عشرة فأدرك بها جماعة من مشايخها الجلة كابن طولوبغا عبد الرحمن وعائشة بنت محمد بن عبد الهادي وعبد القادر الأرموي وإبراهيم بن محمد القرشي وجمع، ثم رحل إلى بعلبك فسمع بها من عدة منهم محمد بن إسماعيل بن بردس وبحمص ونابلس وغزة وحماة وحلب وغيرهما ثم كر راجعا إلى دمشق، ورحل منها إلى بيت المقدس فسمع بها من إبراهيم بن أبي محمود ومحمد بن أبي بكر بن كريم وغيرهما وبالخليل من أحمد بن موسى الجبراوي وغيره وتوجه إلى مصر فسمع بها من جماعة منهم المسند أبو الطهار محمد بن أبي اليمن بن الكويك وعبد الله بن علي العسقلاني الحنبلي ومحمد بن علي الزراتيتي3 وبالإسكندرية من عبد الله بن محمد بن خير ومحمد بن محمد بن التنسي ومحمد بن عمر الدماميني وغيرهم.