كتب الكثير وحدث باليسير وجمع من الكتب والأصول في مَصره ما لم يكن عند أحد من أهل عصره لكنها في الفتنة1 بادت وكأنها ما كانت، ذكره قاضي صفد محمد بن عبد الرحمن العثماني فيمن كان بدمشق في العشر الثامن من القرن الثامن من أعيان الفقهاء الشافعية فقال في حقه شيخ دمشق وابن شيخها العلامة شهاب الدين: له حلقة بالجامع الأموي وغيره. انتهى.
ومما ألفه "جامع التفاسير" أجاد في تهذيبه وجمع فيه فأوعى و"شافي العي في تخريج أحاديث الرافعي" و"الدر المنظوم في سيرة النبي المعصوم" و"طبقات الشافعية" و"ترتيب طبقات القراء للذهبي" و"تعليق على الحاوي" و"شرح ألفية ابن مالك"، قال الحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر المعروف بابن ناصر الدين: لم يكمل فيما أعلم تأليفا ولا رأيت له تصنيفا. انتهى. قلت لعل موجب ذلك تلافها في الفتنة، سمع منه جمع من الأئمة الفضلاء والحفاظ النبلاء وكتب لي بالإجازة وكان بعد الوقعة اللنكية العظمى قد فتر عن الاشتغال وفتن بحب ولده تاج الدين فوقع في الإدبار وصرف عن الإقبال وألقاه في مهاوي المهالك حتى ضاقت عليه المسالك2 إلى أن مات بالصالحية في يوم الأربعاء العاشر من شهر ربيع الثاني سنة خمس عشرة وثمانمائة تغمده الله برحمته.
وفيها مات بالبيت المقدس الإمام شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد شهر بابن الهائم المصري في جمادي الثانية، وبزبيد فقيهها القاضي شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن علي الناشري في المحرم، وبدمشق الملك بنت إبراهيم بن خليل3 بن محمود