الطير، كشفتِ الشمسُ قناعَها، ونشرت شعاعَها، ارتفع سُرادقُها، وأضاءت مشارقُها، انتشر جناحُ الضَّوءِ في أفق الجَوِّ، ذهبَتِ الشمسُ أطارف الجُدران.
أيفع النهارُ وارتفع، ترجَّلَتِ الشمسُ، استوى شبابُ النهارِ، فُرشتِ الأرض بالذهبِ.
بلغتِ الشمسُ كَبدَ السماءِ، انتعل كُل شيء ظلَّه، قامَ قائمُ الهاجرة، رمتِ الشمسُ بجمراتِ الظهيرة.
اصفرَّتْ غلالةُ الشمس، نثرَت تِبراً على الأصيل وشَدّ رحلها، بقَلَ وَجْه النهار وَطرَّ شاربهُ، استروحت الشَمسِ بالنّقاب، وتوارتْ بالحجابِ.
بلدةٌ كأنها صورةُ الجنَةِ منقوشَةٌ على الأرض، بلدة ترابُها عَنْبر، وحَصاها عقيق، وهواؤها نسيم، وماؤها رَحيق، بلدةٌ معشوقَةُ السُّكنى، رحيبةُ المثوى، كوكبُها يقظان، وجَوّها عُرْيانٌ، نسيمُها مُعَطّرٌ، وترابُها مِسْكٌ أذفَرُ، ويومُها غَداة، وليلُها سَحَرٌ، بَلْدةٌ واسعةُ الرُّقعة، طيبة البُقعة، كأن محاسنَ الدنيا فيها مَفروشة، وصورةُ الجنَّةِ فيها منقوشةٌ.
بلدٌ متضايقُ الحدودِ والأفنيةِ، متراكِبُ المنازلِ والأبنيةِ، بلدة حَرُّها مؤذي،