أُبْلُ الرجالَ إذا أردتَ إخاءهم ... وتوسَّمَنَّ فَعَالهم «1» وتفقَّدِ
فإذا «2» ظفرتَ بذي الأمانة والتُّقى ... فَبِهِ اليَدَيْنِ- قريرَ عَيْنٍ- فاشْدُدِ
وإذا رأيتَ «3» - ولا محالةَ- زلَّةً ... فعلى أخيك بفضلِ حِلْمِكَ فارْدُدِ
ثم قال: يا بني، وإذا أحببت حبيباً فلا تفرط، وإذا أبغضت بغيضاً فلا تشطط، فإنه قد قال أمير المؤمنين رضوان الله عليه «4» :
«أحبب حبيبك هو نامّا، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما. وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما «5» » . وكن كما قال الشاعر [هدبة بن الخشرم العذري] :
وكنْ معقِلاً للخير، واصفحْ عن الخَنَى «6» ... فإنك راءٍ- ما حييتَ «7» - وسامعُ
وأحبِبْ- إذا أحببت- حباً مقارباً ... فإنك لا تدري متى أنت نازعُ
وأبغض- إذا أبغضت- بغضاً مقارباً ... فإنك لا تدري متى الود «8» راجع
وعليك- يا بني- بصحبة الأخيار وصدق الحديث، وإياك وصحبة الأشرار [فإنه عار] . وكن كما قال الدارمي:
صاحب «9» الأخيار وارغب فيهم ... رُبَّ من صاحبته مثلُ الجَرَبْ
[ودَع الناس فلا تشتمهم، ... وإذا شاتمت، فاشتم ذا حسبْ
إن من شاتم وغداً كالذي ... يشتري الصفرَ بأعيان الذهب]