وأنا ابن أمك يا يزيد فمن يكن ... يسلو فقلبي موجعٌ محزونُ
وإذا رأيت منازلاً خلفتها ... حسب المحدث أنني مجنونُ
قال الأصمعي: أرثى ما قالت العرب قول الشاعر «1» :
ومن عجب أن بت مستشعر الثرى ... وبت بما خولتني متمتعا «2»
ولو أنني أنصفتك الود لم أبت ... خلافك حتى ننطوي في الثرى معا
قلت: ما رأيت أن أخلي هذا الباب من ذكر شيء من المراثي، فذكرت هذه النبذة منها، وقد أوردت في كتابي المترجم بكتاب (التأسي والتسلي من المراثي والتعازي) ما غنيت به عن الإطالة هاهنا.
قول الأقرع بن معاذ القشيري «3» :
سلامٌ على من لا يمل كلامه ... وإن عاشرته النفس عصراً إلى عصرِ
فما الشمس وافت يوم دجنٍ فأشرقت ... ولا البدر وافى أسعداً ليلة البدرِ
بأحسن منها، أو تزيد ملاحةً ... على ذاك، أو راءى المحب؟ فما أدري!
وقول ابن الملوح «4» :
كأن على أنيابها الخمر شابها ... بماء الندى من آخر اللّيل عابق «5»