وقوله رضوان الله عليه: القلوب قاسية عن حظها، لاهيةٌ عن رشدها، سالكة غير مضمارها، كأن المعنيَّ سواها.
كتب أبو بكر الصديق رضوان الله عليه إلى عكرمة بن أبي جهل رحمه الله، وهو عامله على عمان «1» : «إياك أن توعد في معصية بأكثر من عقوبتها:
فأنك إن فعلت أثمت، وإن تركت كذبت» .
وقال معاوية رحمه الله لعمرو بن العاص: من أبلغ الناس؟ قال: من قلل من الإكثار، واقتصر على الايجاز. قال: فمن أصبر الناس؟ قال: من ترك دنياه في إصلاح دينه. قال: فمن أشجع الناس؟ قال: من رد جهله بحلمه «2» .
قال العتابي: البلاغة سد الكلام بمعانيه وإن قصر، وحسن التأليف وإن طال.
وقف محمد بن الحنفية رضي الله عنه على قبر أخيه الحسن بن علي رضوان الله عليهما حين دفن، فاغر ورقت عيناه، وقال: رحمك الله أبا محمد، فلئن عزت حياتك لقد هدَّت وفاتك «3» ، ولنعم الروح روح تضمنَّه بدنك، ولنعم البدن بدنٌ تضمنه كفنك، وكيف لا يكون هذا وأنت سليل الهدى،