[حتى أسرت طيءٌ بني بدرٍ] فطلبت فزارة وأفناء قيسٍ إلى شعراء العرب أن يهجوا زيد الخيل وبني لأمٍ «1» ، فتحامتهم الشعراء وامتنعوا، «2» فصاروا إلى الحطيئة، فسألوه في ذلك، ووعدوه جزيل العطاء، فأبى عليهم، وقال: قد حقن دمي وأطلقني بغير فداءٍ، فلست بكافر نعمته أبداً، وقال في ذلك:

كَيْفَ الهِجَاءُ وَلاَ تَنْفَكُّ صَالِحَةٌ «3» ... مِنْ آلِ لَأُمٍ «4» بِظَهْرِ الغَيْبِ تأتينا

المنعمين أقام العزّ وسطهم ... بيض الوجوه وَفي الْهَيْجَا مَطَاعِينَا

قال «5» : بينا مالك بن الريب ذات ليلةٍ [في بعض هناته وهو] نائمٌ في البرية- وكان لا ينام إلا متوشِّحاً بالسيف- إذا هو بشيء قد جثم عليه، لا يدري ما هو؟! فانتفض مالك من تحته فسقط عنه، ثم انتحى له بالسيف فقدَّه نصفين، ثم نظر «6» اليه فاذا هو رجلٌ أسود كان يغتل الناس في تلك الناحية.

قيل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: أتقتل أهل الشأم بالغداة وتظهر بالعشيّ في إزار ورداء؟! فقال: أبالموت تخوّفوني؟! فو الله ما أبلي أسقطت على الموت أو سقط الموت عليَّ.

وقال لابنه الحسن- عليهما السلام: لا تدعونّ أحداً الى المبارزة، فان دعيت اليها فأجب، فان الداعي اليها باغ، والباغي مصروع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015