ينتظمها بمشقص «1» من نبله! فقلت له: خذ حذرك- ثكلتك أمك- فإني قاتلك! فمال عن فرسه فإذا هو في الأرض مضطجعاً، فقلت: إن هذا إلاّ استخفافٌ «2» ، فصحت به: ويلك ما اجهلك! فلم يتحلحل «3» ، فدنوت منه حتى شككت بالرمح إهابه «4» ، فاذا به كأنه قد مات منذ سنة!! [فمضيت وتركته] ، فهذا أجبن الناس! ومضيت فأصبحت بين دكادك «5» ورمالٍ، فنظرت إلى أبياتٍ فعدلت اليها، فاذا فيهنَّ جوارٍ [ثلاثة] كأنهن نجوم الثريّا، فبكين حين رأينني، فقلت: ما يبكيكنَّ؟ قلن: لما ابتلينا به منك، ومن ورائنا أختٌ لنا هي أجمل منّا! فأشرفت من فدفدٍ «6» ، فاذا من لم أر قط أحسن منه ومن وجهه، فاذا بغلامٍ يخصف نعله وعليه ذؤابةٌ يسحبها، فلما نظرني وثب إلى الفرس مبادراً، فسبقني إلى البيوت، فوجد النساء قد ارتعن، فسمعته يقول:
مَهْلاً نُسَيَّاتِي إذاً لا تَرْتَعْنْ «7» ... إِنْ يُمْنَعِ اليَوْمَ نِسَاءٌ تُمْنَعْنْ «8»
أَرْخِينَ أَذْيَالَ المُرَوطِ وَارْبَعْنْ «9»