وقال قيس بن الخطيم من قصيدة «1» :
إذا ما فررنا كان أسوأ فرارنا ... صدود الخدود وازورار المناكبِ
صدود الخدود والقنا متشاجرٌ ... ولا تبرح «2» الأقدام عند التضاربِ
أُجالدهم يوم الحديقة حاسراً ... كأن يدي بالسيف مِخراقُ لاعبِ
قال الفُضيل بن خُديج «3» : شهدت من مصعب بن الزبير مشهداً، ورأيت منه شيئاً ما علمته لأحدٍ: إني لمعه في الوقعة التي قتل فيها، وقد أسلمه من أسلمه، وقتل وجوه من بقي معه-: وهو لا يكرثه ذلك، وسمعته ينشد:
ونحن أناسٌ لا نرى القتل سبَّةً ... على أحدٍ يحمي الذمار ويمنعُ
بنو الحرب أُرضعنا بهِ، غير فُحَّشٍ، ... ولا نحن مما جرَّت الحرب نفْزَعُ
جِلادٌ على ريب الحوادث لا ترى ... على هالكِ عينٌ لنا الدهر تدمعُ
وأُنشد مسلمة بن عبد الملك بعد قتل يزيد بن المهلَّب قول ثابت قطنة «4» :
يا ليت أُسرتك الذين تغيبوا ... كانوا لنصرك- يا يزيدُ- شهودا «5»
فقال مسلمة: وأنا والله وددت ذلك: أنّهم كانوا يومئذ شهودا فسقيتهم بكأسه.