يروى: أنه كان لعثمان بن عفان على طلحة بن عبيد الله- رضوان الله عليهما- خمسون ألف درهمٍ، فخرج عثمان يوماً إلى المسجد، فقال له طلحة: قد تهيأ مالك فاقبضه، فقال له عثمان رضي الله عنه: هو لك يأبا محمدٍ معونةً على مروءتك.

خرج عبد الله بن عامر بن كريزٍ رحمه الله من المسجد يريد منزله، وهو وحده، فقام إليه غلامٌ من ثقيفٍ فمشى إلى جانبه، فقال له عبد الله: ألك حاجةٌ يا غلام؟ قال: سلامتك وفلاحك، رأيتك تمشي وحدك فقلت: «أقيك بنفسي وأعوذ بالله إن طار بجناحك مكروهٌ» فأخذ عبد الله بيده، ومشى معه إلى منزله، ثم دعا بألف دينارٍ فدفعها إلى الغلام، وقال: استنفق هذه، فنعم ما أدَّبك أهلك.

قيل: اشترى عبد الله بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيطٍ «1» داره التي في السوق «2» بسبعين ألف درهمٍ، فلما كان الليل سمع بكاء آل خالدٍ، فقال لأهله: ما لهؤلاء؟ قال: يبكون من أجل دراهم. قال: يا غلام، إئتهم «3» فأعلمهم أن المال والدار لهم جميعاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015