وُجدَ في التوراةِ مكتوباً: أكثرُ ما يُخاف لا يكونُ!
ومعناهُ: إنَّ كثيراً مما يتخوَّفُهُ الناسُ لا يقعُ، فإنَّ الأوهامَ في الأذهانِ، أكثُر من الحوادثِ في الأعيانِ.
إذا جاءك حدثٌ، وسمعتَ بمصيبةٍ، فتمهَّلْ وتأنَّ ولا تحزنْ، فإنَّ كثيراً من الأخبارِ والتوقُّعات لا صحَّة لها، إذا كان هناك صارفٌ للقدرٍ فيُبحثُ عنهُ، وإذا لم يكنْ فأين يكونُ؟!
{َأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {44} فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} .
فإنك مأجورٌ - من نقدهمْ وحسدهِمْ - على صبرِك، ثمَّ إنَّ نقدهُمْ يساوي قيمتك، ثم إنَّ الناس لا ترفسُ كلباً ميتاً، والتافهين لا حُسَّاد لهم.
قال أحدُهمْ:
إن العرانين تلقاها مُحَسَّدةً ... ولا ترى لِلِئَامِ الناسِ حُسَّادا