إلى متى نضطربُ؟ وإلى متى نراوحُ في أماكنِنا؟ وإلى متى نتردَّد في اتخاذِ القرارِ؟
إذا كنت ذا رأي فكنْ ذا عزيمةٍ ... فإنَّ فساد الرأي أنْ تتردَّدا
إنَّ منْ طبيعةِ المنافقين إفشال الخطَّةِ بكثرةِ تكرارِ القولِ، وإعادةِ النظرِ في الرأي: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} . {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} .
إنهم يصطحبون «لو» دائماً، ويحبون «ليت» ويعشقون «لعلَّ» فحياتُهم مبنيةٌ على التسويقِ، وعلى الإقدامِ والإحجامِ، وعلى التذبذبِ، {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء} .
مرةً معنا ومرةً معهم، مرةً هنا ومرةً هناك.
كما في الحديثِ: ((كالشاة العائرةِ بين القطيعين من الغنمِ)) وهو يقولون في أوقاتِ الأزماتِ: {لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ} . وهم كاذبون على اللهِ، كاذبون على أنفسهم، فهم يسرون وقت الأزمةِ، ويأتون وقت الرخاءِ وأحدُهم يقول: {ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي} . إنه لم يتخذ إلا قرار الإخفاقِ والإحباطِ. ويقولون في الأحزابِ: {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ} . ولكنَّه التخلصُ من الواجبِ، والتملُّصُ من الحقِّ المبينِ.