ودعِ التوقُّع للحوادثِ إنه ... للحيِّ منْ قبلِ المماتِ مماتُ
فالهمُّ ليس لهُ ثباتٌ مثلِ ما ... في أهلِهِ ما للسرورِ ثباتُ
لولا مغالطةُ النفوسِ عقولها ... لم تصْفُ للمتيقظين حياةُ
{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} . {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} .
إن كثيراً منا يضطربُ عندما يريد أن يتخذ قراراً، فيصيبُه القلقُ والحيرةُ والإرباكُ والشكُّ، فيبقى في ألمٍ مستمرٍ وفي صداعٍ دائمٍ. إن على العبدِ أن يشاور وأن يستخير اللهَ، وأن يتأمَّل قليلاً، فإذا غلب على ظنه الرأيُ الأصوبُ والمسلكُ الأحسنُ أقدم بلا إحجام، وانتهى وقتُ المشاورةِ والاستخارةِ، وَعَزَم وتوكَّل، وصمَّم وَجَزَم، لينهي حياة التردُّد والاضطرابِ.
لقد شاور - صلى الله عليه وسلم - الناس وهو على المنبر يوم أُحُد، فأشاروا بالخروجِ، فلبس لأمته وأخذ سيفه، قالوا: لعلَّنا أكرهناك يا رسول الله؟ لو بقيت في المدينةِ. قال: ((ما كان لنبي إذا لبس لأمته أن ينزعها حتى يقضي اللهُ بينه وبين عدوِّهِ)) . وَعَزَم - صلى الله عليه وسلم - على الخروجِ.
إن المسألة لا تحتاجُ إلى ترددٍ، بل إلى مضاءٍ وتصميمٍ وعزمٍ أكيدٍ، فإن الشجاعة والبسالة والقيادة في اتخاذِ القرارِ.