إنَّ على الجيلِ الذي عصفت به الأمراضُ النفسيةُ أن يتعرّفَ على المسجدِ، وأن يمرّغَ جبينَهُ لِيُرْضِي ربَّه أوَّلاً، ولينقذ نفسهُ من هذا العذابِ الواصِبِ، وإلاَّ فإنَّ الدمع سوف يحرقُ جفْنهُ، والحزن سوف يحطمُ أعصابهُ، وليس لديهِ طاقةٌ تمدّهُ بالسكينةِ والأمنِ إلا الصلاةُ.
من أعظمِ النعمِ - لو كنّا نعقلُ - هذهِ الصلواتُ الخمْسُ كلَّ يومٍ وليلةٍ كفارةٌ لذنوبِنا، رفعةٌ لدرجاتِنا عند ربِّنا، ثم هي علاجٌ عظيمٌ لمآسينا، ودواءٌ ناجِعٌ لأمراضِنا، تسكبُ في ضمائرِنا مقادير زاكيةً من اليقين، وتملأُ جوانحنا بالرِّضا أما أولئك الذين جانبوا المسجد، وتركوا الصلاة، فمنْ نكدٍ إلى نكدٍ، ومن حزنٍ إلى حزنٍ، ومن شقاءٍ إلى شقاءٍ {فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} .
تفويضُ الأمرِ إلى اللهِ، والتوكلُ عليهِ، والثقة بوعدِهِ، والرضا بصنيعهِ وحُسنُ الظنِّ بهِ، وانتظارُ الفرجِ منهُ؛ من أعظمِ ثمراتِ الإيمانِ، وأجلِّ صفاتِ المؤمنين، وحينما يطمئنُّ العبدُ إلى حسنٍ العاقبةِ، ويعتمدُ على ربِّهِ في كلِّ شأنِه، يجد الرعاية، والولاية، والكفاية، والتأييدَ، والنصرةَ.
لما ألقي إبراهيمُ عليه السلامُ في النارِ قال: حسبنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ، فجعلها اللهُ عليه برْداً وسلاماً، ورسولُنا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه لما هُدِّدُوا بجيوشِ