ومن جوامعِ كلماتِ أبقراط قولهُ: «كلُّ كثيرٍ، فهو مُعادٍ للطبيعةِ» .
وقيل لجالينوس: ما لك لا تمرضُ؟ فقال: «لأني لم أجمعْ بين طعاميْنِ رديئينِ، ولم أُدخِل طعاماً على طعامٍ، ولم أحبِسْ في المعدةِ طعاماً تأذَّيتُ منه» .
وأربعةُ أشياء تُمرضُ الجسْم: الكلامُ الكثيرُ، والنومُ الكثيرُ، والأكلُ الكثيرُ، والجماعُ الكثيرُ. فالكلامُ الكثيرُ: يقلِّل مُخَّ الدِّماغِ ويُضعفُه، ويعجِّلُ الشَّيْب. والنومُ الكثيرُ: يصفِّرُ الوجه، ويُعمي القلب، ويُهيِّجُ العين، ويُكسلُ عن العملِ، ويولِّدُ الغليظة، والأدواء العسِرة. والجماعُ الكثيرُ: يَهُدُّ الَبَدنَ، ويُضعفُ القُوى، ويُجفِّفُ رُطُوبات البدنِ، ويُرخي العصبَ، ويُورثُ السُّدَدَ، ويعُمُّ ضررُهُ جميع البدنِ، ونخفضُّ الدِّماغ لكثْرةِ ما يتحلَّلُ منهُ من الرُّوحِ النَّفساني. ولإضعافُهُ أكثر من إضعافِ جميعِ المستفرغاتِ، ويستفرِغ من جوهرِ الرُّوحِ شيئاً كثيراً.
أربعةٌ تهدم البدن: الهمُّ، والحزنُ، والجوعُ، والسَّهرُ.
وأربعة تُفرحُ: النَّظرُ إلى الخُضرةِ، وإلى الماءِ الجاري، والمحبوبِ، والثمارِ.
وأربعة تُظلِم البصر: المشْيُ حافياً، والتَّصبُّحُ والإمساءُ بوجهِ البغيضِ والثقيلِ والعدوُ، وكثْرةُ البُكاءِ، وكثرةًُ النَّظرِ في الخطِّ الدِّقيقِ.