ولما قَتَلَ أبو جعفر المنصورُ محمد بن عبدِاللهِ بن الحَسَنِ، بعث برأسِهِ إلى أبيهِ عبدِاللهِ بن الحسنِ في السجنِ مع حاجبِهِ الربيعِ، فوضعَ الرأسَ بين يديهِ، فقال: رحمك اللهُ يا أبا القاسم، فقدْ كنت من الذين يُفون بعهدِ اللهِ، ولا ينقُضون الميثاق، والذين يصِلون ما أمر اللهُ بهِ أنْ يُوصل ويخشوْن ربَّهم ويخافون سوء الحسابِ، ثم تمثَّل بقولِ الشاعرِ:
فتى كان يحميه مِنْ الذُّلِّ سيفُه ... ويكفيه سوءاتِ الأمورِ اجتنابُها