ظلمني وأن أُعطي منْ حرَمَنِي)) {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} بشّرْ هؤلاء بثوابٍ عاجلٍ من الطمأنينةِ والسكينةِ والهدوءِ.
وبشرهم بثوابٍ أخرويٍّ كبيرٍ في جوارِ ربٍّ غفورٍ في جناتٍ ونَهَرٍ {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} .
الصدقُ حبيبُ اللهِ، والصراحةُ صابونُ القلوبِ، والتجربةُ برهانٌ، والرائدُ لا يكذبُ أهله، ولم يوجدْ عملٌ أشرحُ للصدرِ وأعظمُ للأجرِ كالذكر {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} وذكرُهُ سبحانهُ جنَّتُهُ في أرضِهِ، من لمْ يدخلْها لم يدخل جنة الآخرةِ، وهو إنقاذٌ للنفس من أوصابِها وأتعابِها واضطرابِها، بلْ هو طريقٌ ميسّرٌ مختصرٌ إلى كلِّ فوزٍ وفلاحٍ. طالعْ دواوين الوحي لترى فوائدَ الذكرِ، وجَرِّبْ مع الأيامِ بلْسمهُ لتنالَ الشفاءَ.
بذكره سبحانهُ تنقشعُ سُحُبُ الخوفِ والفَزَعِ والهمِّ والحزنِ. بذكره تُزاحُ جبالُ الكَرْبِ والغمِ والأسى.
ولا عجبَ أنْ يرتاح الذاكرون، فهذا هو الأصلُ الأصيلُ، لكن العَجَبَ العُجابَ كيف يعيشُ الغافلون عن ذكِرِهِ {أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} .