{الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} :
النملةُ تدَّخِرُ قُوتها من الصيفِ للشتاءِ؛ لأنَّها لا تخرجُ في الشتاءِ، فإذا خشيتْ أنْ تنبت الحبَّةُ، كسرتْها نصفين، والحيَّةُ في الصحراءِ إذا لم تجدْ طعاماً، نصبت نفسها كالعودِ، فيقعُ عليها الطائرُ فتأكلهُ.
{الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} :
قال عبدُالرزاقِ الصنعانيُّ: سمعتُ معمر بن راشدٍ البصريَّ يقولُ: رأيتُ باليمنِ عنقود عنبٍ، وقْرَ بَغْلٍ تامٍّ. {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ} . كلّ الأشجارِ والنباتاتِ تُسقى بماءٍ واحدٍ {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ} . وللنباتاتِ مناعةٌ خاصَّةٌ، فمنها القويَّةُ بنفسهِا، ومنها الشوكيَّةُ التي تدافعُ بشوكِها، ومنها الحامضةُ اللاّذِعةُ.
{الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} :
قال كمالُ الدين الأُدفويُّ المِصْريُّ في كتابِه (الطالع السعيد الجامع نجباء أنباء الصعيد) : «رأيت قطف عنبٍ، جاءتْ زنُته ثمانيةُ أرطالٍ باللّيثيِّ، ووُزِنتْ حبَّةُ عنبٍ، جاءتْ زنتُها عشرةُ دراهم، وذلك بأُدفو بلدِنا» .
{الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} :
وقد ذكر علماءُ الفلكِ أنَّ الكون لا يزالُ يتَّسعُ شيئاً فشيئاً كما تتَّسع البالونةُ: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} . وذكروا أنَّ الأرض اليابسة تنقصُ، وأنَّ المحيطات تتَّسعُ، {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} .