إنَّ السعادة لا تحصلُ بالنومِ الطويلِ، والخلودِ إلى الدَّعةِ، وهَجْرِ المعالي، واطِّراحِ الفضائلِ. {وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ} .
إنَّ منطق أصحابِ الهممِ الدَّنيَّةِ والنفوسِ الهابطةِ يقولُ: {لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ} ، {لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ} .
وقد نهي العبدُ بالوحي عن التَّأخرِ عنْ فِعلِ الخيرِ: {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ} ، {وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ} ، {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ} ، {أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ} ، {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ} ، {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ} ، {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى} ، ((اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الكسلِ)) ، ((والكيُسُ منْ دان نفْسه وعمِل لما بعد الموتِ، والعاجزُ منْ أتْبَعَ نَفْسَه هواها، وتمنَّى على اللهِ الأماني)) .
هلْ تريدُ أن تبقى شابّاً مُعافىً غنيّاً مخلَّداً؟ إنْ كنت تريدُ ذلك فإنهُ ليس في الدنيا، بلْ هناك في الآخرةِ، إنَّ هذهِ الحياة الدنيا كَنَبَ اللهُ عليها الشقاء والفناء، وسمَّاها لهواً ولعِباً ومتاع الغرورِ.
عاش أحدُ الشعراءِ معدماً مُفِلساً، وهو في عنفوان شبابِهِ، يريدُ درهماً فلا يجدُهُ، يريدُ زوجةً فلا يحصُلُ عليها، فلمَّا كبرتْ سِنُّ وشاب رأسُه،