وأحمدُ بن أبي دؤادٍ القاضي المعتزليُّ يُشاركُ في إيذاءِ الإمامِ أحمدِ بن حنبل فيدعو عليهم فيُصيبُه اللهُ بمرض الفالجِ فكان يقول: أمَّا نصفُ جسمي، فلوْ وقع عليه الذبابُ لظننتُ أنَّ القيامة قامتْ، وأمَّا النصفُ الآخرُ، فلو قُرِض بالمقاريض ما أحسستُ.
ويدعو أحمدُ بنُ حنبل أيضاً على ابن الزَّيّاتِ الوزيرِ، فيسلِّطُ اللهُ عليه منْ أخذَهُ، وجعَلَهُ في فرنٍ من نارٍ، وضرب المسامير في رأسِه.
وحمزةُ البسيونيُّ كان يعذِّبُ المسلمين في سجنِ جمالِ عبدِالناصر، ويقولُ في كلمةٍ له مؤذية: «أين إلُهكمْ لأضعَهُ في الحديدِ» ؟ تعالى اللهُ عمَّا يقولُ الظالمون علوّاً كبيراً. فاصطدمتْ سيارتُه - وهو خارجٌ من القاهرةِ إلى الإسكندريةِ - بشاحنةٍ تحملُ حديداً، فدخل الحديدُ في جسمه منْ أعلى رأسِهِ إلى أحشائِه، وعَجَزَ المنقذون أنْ يُخرجوُه إلا قطعاً {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ} ، {وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} .
وكذلك صلاحُ نصرٍ منْ قادةِ عبدِالناصرِ، وممَّنْ أكثرَ في الأرضِ الظلُّم والفساد، أصيب بأكثر منْ عشرةِ أمراضٍ مؤلمةٍ مُزمِنةٍ، عاش عدَّة سنواتٍ منْ عمرِهِ في تعاسةٍ، ولم يجدْ لهُ الطبُّ علاجاً، حتى مات سجيناً مزجوجاً بهِ في زنزاناتِ زعمائِه الذين كان يخدمُهمْ.
{الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} ، ((إنَّ الله ليُمْلي للظالمِ، حتى إذا أخذهُ لم يُفْلِتْه)) ، ((واتَّقِ دعوة المظلومِ، فإنه ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ)) .