الثالثةُ: الحقدُ على الناسِ، وحُبُّ الانتقامِ منهمْ، وحَسَدُهم على ما آتاهُمُ اللهُ منْ فضلِه {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ} ، ((لا راحة لحسودِ)) .
الرابعةُ: الإعراضُ عنْ ذكرِ اللهِ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} .
راحةُ العبدِ في سكونِه إلى ربِّه سبحانه وتعالى.
وقد ذَكَرَ اللهُ السكينةَ في مواطن منْ كتابِه عزَّ من قائلٍ، فقال: {َأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} ، {فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ} ، {ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ} ، {فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} .
والسَّكينةُ هي ثباتُ القلبِ إلى الرَّبّ، أو رسوخُ الجنان ثقةً بالرحمنِ، أو سُكُونُ الخاطرِ توكُّلاً على القادرِ. والسكينةُ هدوءُ لواعِجِ النفْسِ وسكونُها، واستئناسُها ورُكُودُها وعدمُ تفلُّتِها، وهي حالةٌ من الأمنِ، يَحْظَىَ بها أهلُ الإيمانِ، تُنقذُهُمْ منْ مزالقِ الحيْرةِ والاضطرابِ، ومهاوي الشَّكِّ والتَّسخُّطِ، وهي بحسب ولايةِ العبدِ لربِّه، وذكْرِه وشُكرِه لمولاهُ، واستقامتِه على أمرهِ، واتِّباعِ رسولِهِ - صلى الله عليه وسلم -، وتمسُّكِه بهدْيِه، وحبِّه لخالقِهِ، وثقتِه في مالكِ أمرهِ، والإعراضِ عمَّ سواهُ، وهجْر ما عداهُ، لا يدعو إلا الله، ولا يعبدُ إلا أياهُ {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} .