وأنْ تهشَّ وتَبَشَّ في وجهِه ((ولو أنْ تلْقى أخاك بوجه طلْقٍ)) ، ((تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ)) . وأنْ تشجِّعهُ على الحديثِ معك - أي تتركَ له فرصةً ليتكلَّم عنْ نفسِه وعن أخبارِهِ - وتأل عنْ أمورِه العامّةِ والخاصّةِ، التي لا حَرَجَ في السؤالِ عنها، وأنْ تهتمّ بأموره ((منْ لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليس منهمْ)) ، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} .
ومنها: أنْ لا تلومه ولا تعْذله على شيءٍ مضى وانتهى، ولا تحرجه بالمزاحِ: ((لا تُمارِ أخاك ولا تُمازِحْه، ولا تعِدهُ موعداً فتُخْلِفه)) .
ذكر بعضُ أهلِ العلمِ: أنَّ الذنب كالختْمَ على العبد، ومنْ أسرارها بعد التوبةِ: قصْمُ ظهر العُجْبِ، وكثرةُ الاستغفارِ والتوبةُ والإنابةُ والتَّوجُّهُ والانكسارُ والندامة، ووقوع القضاءِ والقدرِ، والتَّسليمُ بعبوديَّةِ مُقابلةِ القضاءِ والقدرِ.
ومنها: تحقُّقُ أسماءِ اللهِ الحسنى وصفاتِه العُلى مثلِ: الرحيمِ والغفورِ والتَّوّابِ.
سبحان الخالقِ الرازقِ، أعطى الدودةَ رزقها في الطَّينِ، والسمكة في الماءِ، والطائرَ في الهواءِ، والنملةَ في الظَّلماءِ، والحيَّة بين الصخورِ الصَّمّاءِ.
ذَكَرَ ابنُ الجوزيِّ لطيفةً من اللَّطائفِ: أنَّ حيَّةُ عمياء كانتْ في رأسِ نخلةٍ، فكان يأتيها عصفورٌ بلحمٍ في فمِه، فإذا اقترب منها وَرْوَرَ وصفَّرَ،