وذكروا عنْ طه حسين - الكاتبِ المصريِّ - أنه قال لسائقِهِ: لا تُسرعْ حتى نصِل مبكِّرين.
وهذا معنى مثلٍ: رُبَّ عجلةٍ تهبُ ريْثاً.
قال الشاعرُ:
قد يُدرِكُ المُتأنِّي بعض حاجتِه ... وقدْ يكونُ مع المتعجِّلِ الزَّللُ
فالتَّوقِّي لا يُعارضُ القدر، بلْ هو منهُ، ومنْ لُبِّهِ {وَلْيَتَلَطَّفْ} ، {تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ} .
ومنْ سعادةِ العبدِ قُدرتُه على كسْبِ الناس، واستجلاب محبَّتِهم وعطفِهم، قال إبراهيمُ عليه السلامُ: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} ، قال المفسرون: الثّناءُ الحسنُ. وقال سبحانه وتعالى عنْ موسى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي} . قال بعضُهم: ما رآك أحدٌ إلا أحبَّك.
وفي الحديثِ الصحيحِ: ((أنتم شهداءُ اللهِ في الأرض)) . وألسنةُ الخلْقِ أقلامُ الحقِّ.
وصحَّ: ((أن جبريل يُنادي في أهلِ السماءِ: إنَّ يحبُّ فلاناً فأحبُّوه، فيُحبُّهُ أهلُ السماءِ، ويُوضعُ له القبُول في الأرضِ)) .