يمشون في الحُللِ المضاعفِ نسْجُها ... مشي الجمالِ إلى الجِمالِ البُزَّلِ
وأولُ الجمالِ: الاهتمامُ بالغسلِ. وعند البخاري: ((حقٌّ على المسلمِ أنْ يغتسل في كلِّ سبعةِ أيامٍ يوماً، يغسلُ فيه رأسه وجسمهُ)) .
هذا على أقلِّ تقديرٍ. وكان بعضُ الصالحين يغتسلُ كلَّ يومٍ مرةً كعثمان بنِ عفان فيما ورد عنهُ، {هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} .
ومنها خصالُ الفطرةِ: كإعفاءِ اللحيِة وقصِّ الشاربِ، وتقليمِ الأظافرِ، وأخذِ الشعرِ الزائدِ من الجسمِ، والسواكِ، والطِّيبِ، وتخليلِ الأسنانِ، وتنظيفِ الملابسِ، والاعتناءِ بالمظهرِ، فإنَّ هذا مما يوسِّعُ الصدر ويفسحُ الخاطر. ومنها لُبسُ البياضِ، ((البسوا البياض، وكفِّنوا فيه موتاكمْ)) .
رقاقُ النعالِ طيّباً حُجُزاتُهم ... يُحيّون بالرَّيْحانِ يوم السباسِبِ
وقد عقد البخاريُّ باب: لبسِ البياضِ: ((إنَّ الملائكة تنزلُ بثيابٍ بيضٍ عليهمْ عمائمُ بِيضٌ)) .
ومنها ترتيبُ المواعيدِ في دفترٍ صغيرٍ، وتنظيمُ الوقتِ، فوقتٌ للقراءةِ، ووقتٌ للعبادةِ، ووقتٌ للمطالعةِ، ووقتٌ للراحة، {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} ، {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} .
في مكتبةِ الكونجرسِ لوحةٌ مكتوبٌ عليها: الكونُ بُني على النظامِ. وهذا صحيحٌ، ففي الشرائعِ السماويةِ الدعوةُ إلى التنظيمِ والتنسيقِ والترتيبِ، وأخبر - سبحانه وتعالى - أنَّ الكون ليس لهْواً ولا عبثاً، وأنه بقضاءٍ وقدرٍ، وأنه بترتيب وبحُسبانٍ: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} . {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا