فيجعلك في أمرٍ مريجٍ، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمالٍ مثمرةٍ بدلاً من هذا الاسترخاءِ القاتلِ لأنهُ وأدٌ خفيٌّ، وانتحارٌ بكبسولٍ مسكِّنٍ.
إن الفراغً أشبهُ بالتعذيب البطيءِ الذي يمارسُ في سجونِ الصينِ بوضعِ السجينِ تحت أنبوبٍ يقطُرُ كلَّ دقيقةٍ قطرةً، وفي فتراتِ انتظارِ هذه القطراتِ يُصابُ السجينُ بالجنونِ.
الراحةُ غفلةٌ، والفراغُ لِصٌّ محترِفٌ، وعقلك هو فريسةٌ ممزَّقةٌ لهذه الحروبِ الوهميَّة.
إذاً قم الآن صلِّ أو اقرأ، أو سبِّحْ، أو طالعْ، أو اكتبْ، أو رتِّب مكتبك، أو أصلح بيتك، أو انفعْ غيرك حتى تقضي على الفراغِ، وإني لك من الناصحينْ.
اذبحْ الفراغ بسكينِ العملِ، ويضمن لك أطباءُ العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراءِ الطارئِ فحسب، انظر إلى الفلاحين والخبازين والبنائين يغردون بالأناشيد كالعصافيرِ في سعادةٍ وراحةٍ وأنت على فراشك تمسحُ دموعك وتضطرُب لأنك ملدوغٌ.
لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذُب في الآخرين. إن هذا هو العذاب الدائم، وكثيرٌ هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتِهم وحركاتِهم، وكلامَهم،