ومما يشرحُ الصَّدْرَ: العلمُ النافعُ، فالعلماءُ أشرحُ الناسِ صدوراً، وأكثرُهم حُبوراً، وأعظمُهمْ سروراً، لما عندهمْ من الميراثِ المحمديِّ النبويِّ: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} ، {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} .
ومنها: العملُ الصالحُ: فإنَّ للحسنةِ نوراً في القلبِ، وضياءً في الوجهِ، وسَعَةَ في الرزقِ، ومحبةً في قلوبِ الخلْقِ، {لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً} .
ومنها: الشجاعةُ: فالشجاعُ واسعُ البطانِ، ثابتُ الجَنَانِ، قويُّ الأركانِ، لأنه يؤولُ على الرحمنِ، فلا تهمُّه الحوادثُ، ولا تهزُّهُ الأراجيفُ، ولا تزعزِعُهُ التوجساتُ.
تردَّى ثبات الموتِ حُمْراً فما أتى ... لها الليلُ إلا وهي مِنْ سندسٍ خُضْرُ
وما مات حتى مات مضرِبُ سيفِهِ ... مِن الضربِ واعتلتْ عليه القنا السّمْرُ
ومنها: اجتنابُ المعاصي: فإنها كدرٌ حاضرٌ، ووحشةٌ جاثمةٌ، وظلامٌ قاتمٌ.
رأيتُ الذنوب تُميتُ القلوب ... وقدْ يُورثُ الذُّلَّ إدمانُها
ومنها: اجتنابُ كثرةِ المباحاتِ: من الكلامِ والطعامِ والمنام والخلطةِ، {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} ، {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ، {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ} .