لا تحزن (صفحة 213)

في الغارِ، يقولُ لصاحبِه: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} . وفي طريقِ الهجرةِ، وهو مطاردٌ مشرَّدٌ يبشِّرُ سراقة بأنه يُسوَّرُ سواريْ كسرى!

بُشرى مِن الغيبِ ألقتْ في فمِ ... وحْياً وأفضت إلى الدنيا بأسرارِ

الغار

وفي بدر يثبُ في الدرعِ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} .

أنت الشجاعُ إذا لقِيت كتيبةً ... أدَّبْت في هوْلِ الردى أبطالها

وفي أُحدٍ - بعد القتلِ والجراحِ - يقولُ للصحابةِ: ((صُفُّوا خلفي، لأُثني على ربي)) . إنها هِممٌ نبويَّةٌ تنطحُ الثريَّا، وعزْمٌ نبويٌ يهزُّ الجبال.

قيسُ بنُ عاصم المنْقرِيُّ منْ حلماءِ العربِ، كان مُحتبياً يكلِّم قومهُ بقصةٍ، فأتاه رجلٌ فقال: قُتِل ابنُك الآن، قَتَلَهُ ابنُ فلانة. فما حلَّ حَبْوَتَهُ، ولا أنهى قصّتهُ، حتى انتهى منْ كلامِه، ثم قال: غسِّلوا ابني وكفِّنوه، ثمَّ آذنِوني بالصلاةِ عليه! {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ} .

وعِكرِمةُ بنُ أبي جهلٍ يُعطى الماء في سكراتِ الموتِ، فيقولُ: أعطوه فلاناً. لحارثِ بنِ هشامِ، فيتناولونه واحداً بعد واحداً، حتى يموتُ الجميعُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015