دعاء الكربِ: مشتمِلٌ على توحيدِ الإلهيةِ والربوبيةِ، ووصفِ الربِّ سبحانهُ بالعظمةِ والحِلمِ، وهاتانِ الصفتانِ مستلزمتانِ لكمالِ القدرةِ والرحمةِ، والإحسانِ والتجاوزِ، ووصْفهِ بكمالِ ربوبيتِه للعالمِ العلويِّ والسُّفليِّ والعرشِ الذي هو سقفُ المخلوقاتِ وأعظمُها.
والربوبيةُ التامَّةُ تستلزمُ توحيده، وأنهُ الذي لا تنبغي العبادةُ والحبُّ والخوفُ والرجاءُ والإجلالُ والطاعةُ إلا لهُ. وعظمتُه المطلقةُ تستلزمُ إثبات كلِّ كمالٍ لهُ، وسلب كلِّ نقصٍ وتمثيلٍ عنهُ؛ وحِلمُهُ يستلزمُ كمال رحمتِهِ وإحسانِهِ إلى خلقِهِ.
فعلْمُ القلبِ ومعرفتُهُ بذلك تُوجبُ محبتُهُ وإجلالُهُ وتوحيدُهُ، فيحصلُ له من الابتهاجِ واللذةِ والسرورِ ما يدفعُ عنهُ ألم الكْربِ والهمِّ والغمِّ، وأنت تجدُ المريض إذا ورد عليهِ ما يسُرُّهُ ويُفرحُه، ويُقوِّي نفسهُ، كيف تقوى الطبيعةُ على دفعِ المرضِ الحسيِّ، فحصولُ هذا الشفاءِ للقلبِ أولى وأحرى.
ذكرتْ جريدةُ (المسلمون) عدد 240 في شهرِ صفر سنة 1410هـ، أنَّ هناك 200 مليون مكتئبٍ على وجهِ الأرضِ!
الاكتئابُ العالم!! لا يفرِّقُ بين دولةٍ غربيةٍ وأخرى شرقية! أو غنيٍّ وفقيرٍ. إنه مرضٌ يصيبُ الجميع.. ونهايتُه في الغالبِ الانتحارُ!!