إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئل به أعطى: هو اسمُ الحيُّ القيومُ. والحياةُ التامَّة تضادُّ جميع الأسقامِ والآلام؛ ولهذا لما كمُلتْ حياةُ أهلِ الجنةِ، لمْ يلحقْهُمْ همُّ ولا غمٌّ ولا حَزَنٌ ولا شيءٌ من الآفاتِ. ونقصانُ الحياةِ تضرُّ بالأفعالِ، وتنافي القيومية، فكمالُ القيوميةِ لكمالِ الحياةِ، فالحيُّ المطلقُ التامُّ الحياةِ لا تفوتُه صفةُ الكمالِ ألبتة، والقيومُ لا يتعذَّرُ عليه فعْل ممكن ألبتة، فالتوسلُ بصفةِ الحياةِ والقوميةِ له تأثيرٌ في إزالةِ ما يُضادُّ الحياةَ ويضرُّ بالأفعالِ.
قال الشاعرُ:
لعمْرُك ما المكروهُ منْ حيث تتَّقي ... وتخشى ولا المحبوبُ من حيثُ تَطْمَعُ
وأكثرُ خوفِ الناسِ ليس بكائنِ ... فما درْكُ الهمِّ الذي ليس ينفعُ
تعامَلْ معَ الأمرِ الواقعِ
إذا هوَّنت ما قدْ عزَّ هان، وإذا أيسْت من الشيءِ سلتْ عنهُ نفسُك: {سَيُؤْتِينَا اللهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ رَاغِبُونَ} .
قرأتُ أنَّ رجلاً قفز منْ نافذةٍ وكان بأصبعِه اليسرى خاتم، فنشب الخاتمُ بمسمارِ في النافذةِ، ومع سقوطِ الرجلِ اقتلع المسارُ أصبعه من أصلها، وبقي بأربعُ أصابع، يقولُ عنْ نفسِهِ: لا أكادُ أتذكَّرُ أن لي أربعُ أصابع