ولعلَّ الخير فيما حَصَلَ لك من المصابِ، {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} .
يقولُ بشَّارُ بنُ بُرْدٍ:
وعيَّرني الأعداءُ والعيبُ فيهمو ... فليس بعارٍ أن يُقال ضريرُ
إذا أبصر المرءُ المروءة والتُّقى ... فإنَّ عمى العينينِ ليس يضيرُ
رأيتُ العمى أجراً وذُخراً وعِصْمةً ... وإني إلى تلك الثلاثِ فقيرُ
انظرْ إلى الفرقِ بين كلامِ ابنِ عباسٍ وبشَّارِ، وبين ما قاله صالحُ بن عبد القدوسِ لمَّا عَمي:
على الدنيا السلامُ فما لشيخٍ ... ضريرِ العينِ في الدنيا نصيبُ
يموتُ المرءُ وهو يُعَدُّ حيّاً ... ويُخلِفُ ظنَّهُ الأملُ الكذوبُ
يُمنِّيني الطبيبُ شفاء عيني ... فإنَّ البعض مِن بعضٍ قريبُ
إن القضاء سوف ينفذُ لا محالة، على القابِل لهُ والرافضِ لهُ، لكنَّ ذاك يُؤجَرُ ويسْعَدُ، وهذا يأثمُ ويشقى.
كتب عمرُ بن عبد العزيزِ إلى ميمون بن مهران: كتبت تعزّيني على عبد الملكِ، وهذا أمرٌ لم أزل أنتظرهُ، فلمّا وقع لم أُنكِرْهُ.