فما ليَّنتْ منّا قناةً صليبة ... ولا ذللتنا للتي ليس تجملُ
ولكنْ رحلناها نفوساً كريمةً ... تُحمَّلُ مالا يُستطاعُ فتحملُ
وقيْنا بحسنِ الصبر منَّا نفوسنا ... وصحَّتْ لنا الأعراضُ والناسُ هُزَّلُ
{وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {147} فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ} .
ذكر دايلْ كارنيجي قصَةَ رجل أصابَتْه قُرْحةٌ في أمعائه، بلغ منْ خطورتِها أنَّ الأطباء حدَّدوا لهُ أوان وفاتِهِ، وأوعزُوا إليه أنْ يجهِّزَ كَفَنَهُ. قال: وفجأة اتخذ «هاني» - اسم المريضِ - قراراً مدهشاً إنهُ فكَّرَ في نفسِهِ: إذا لم يبق لي في هذهِ الحياةِ سوى أمدٍ قصيرٍ، فلماذا لا أستمتعُ بهذا الأمدِ على كلِّ وجه؟ لطالما تمنيتُ أنْ أطوف حول العالمِ قبل أنْ يدركني الموتُ، ها هو ذا الوقتُ الذي أحقِّق فيه أمنيتي. وابتاع تذكرة السفر، فارتاع أطباؤه، وقالوا له: إننا نحِذّرُك، إنك إن أقدمت على هذهِ الرحلةِ فستدفنُ في قاعِ البحرِ!! لكنه أجاب: كلا لنْ يحدث شيءٌ من هذا، لقدْ وعِدتُ أقاربي ألا يدفن جثماني إلا في مقابرِ الأسرةِ. وركب «هاني» السفينة، وهو يتمثَّل بقولِ الخيامِ: