قد ينُعمُ اللهُ بالبلوى وإنْ عظمتْ ... ويبتلي اللهُ بعض القومِ بالنعمِ
إنَّ الأبناء والثراءَ، قد يكونون سبباً في الشقاءِ: {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} .
ألَّف ابنُ الأثيرِ كُتبهُ الرائعة، كـ: «جامعِ الأصولِ» ، و «النهايةِ» ، بسببِ أنهُ مُقْعَدٌ.
وألَّف السرخسي كتابه الشهير «المبسوط» خمسة عشر مجلَّداً؛ لأنهُ محبوسٌ في الجُبِّ!
وكتب ابنُ القيم (زاد المعاد) وهو مسافرٌ!
وشرح القرطبيُّ (صحيح مسلم) وهو على ظهرِ السفينةِ!
وجُلُّ فتاوى ابنِ تيمية كتبها وهو محبوسٌ!
وجمع المحدِّثون مئاتِ الآلافِ من الأحاديثِ لأنهمْ فقراءُ غرباءُ.
وأخبرني أحدُ الصالحين أنه سُجن فحفظ في سجنِهِ القرآن كلَّه، وقرأ أربعين مجلَّداً!
وأملى أبو العلاء المعري دواوينه وكُتُبه وهو أعمى!
وعمي طه حسين فكتب مذكّراته ومصنَّفاتِه!
وكم من لامعٍ عُزِل من منصبِه، فقدَّم للأمةِ العلم والرأي أضفاف ما قدَّم مع المنصبِ.