ويقولُ الجويني، وهو لا يدري أين اللهُ: حيَّرني الهمدانيُّ، حيرني الهمدانيُّ.
ويقولُ ابنُ سينا: إنَّ العقل الفعَّال هو المؤثِّرُ في الكونِ.
ويقولُ إيليا أبو ماضي:
جئتُ لا أعلمُ مِن أين ولكنيِّ أتيتُ ... ولقد أبصرتُ قُدَّامي طريقاً فمشيتُ
إلى ير ذلك من الأقوالِ التي تتفاوتُ قُرباً وبُعداً عن الحقِّ.
فعلمتُ أنه بحسبِ إيمان العبدِ يسعدُ، وبحسبِ حيْرِتِهِ وشكِّه يشقى، وهذهِ الأطروحاتُ المتأخرةُ بناتٌ لتلك الكلماتِ العاتيةِ منذُ القِدم، والمنحرفُ الأثيمُ فرعون قال: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} . وقال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} .
ويا لها من كفريَّاتٍ دمَّرَتِ العالم.
يقولُ جايمس ألين، مؤلفُ كتاب «مثلما يفكرُ الإنسانُ» : «سيكتشفُ الإنسانُ أنهُ كلما غيَّر أفكاره إزاء الأشياءِ والأشخاصِ الآخرين، ستتغيرُ الأشياءُ والأشخاصُ الآخرون بدورِهِمْ.. دعْ شخصاً ما يغيِّرُ أفكارهُ، وسندهشُ للسرعةِ التي ستتغيرُ بها ظروفُ حياتِهِ الماديةِ، فالشيءُ المقدَّسُ الذي يشكِّل أهدافنا هو نفسنا..» .
وعن الأفكارِ الخاطئةِ وتأثيرِها، يقولُ سبحانه: {بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ