لا تحزنْ: أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشعُ، والليل البهيم كيف ينجلي، والريح الصَّرْصَرَ كيف تسكنُ، والعاصفة كيف تهدأ؟! إذاً فشدائدُك إلى رخاء، وعيشُك إلى هناء، ومستقبلُك إلى نَعْماءِ.
لا تحزنْ: لهيبُ الشمس يطفئُهُ وارفُ الظلِّ، وظمأُ الهاجرةِ يُبردُه الماءُ النميرُ، وعَضَّةٌ الجوعِ يُسكِّنُها الخُبْزُ الدافِئُ، ومعاناةُ السهرِ يعقبُهُ نومٌ لذيذٌ، وآلامُ المرضِ يُزَيُلها لذيذُ العافيةِ، فما عليك إلا الصبرُ قليلاً والانتظارُ لحظةً.
لا تحزنْ: فقدْ حارِ الأطباءُ، وعَجَزَ الحكماءُ، ووقفَ العلماءُ، وتساءلَ الشعراء، وبارت الحيل أُمام نفاذِ القدرةِ، ووقوعِ القضاءِ، وحتميةِ المقدورِ قال عليُّ بنُ جبلةَ:
عسى فرجٌ يكونُ عسى ... نعلّلُ نفسنا بعسى
فلا تقنط وإن لاقيْـ ... ـت همّاً يقبضُ النَّفسَا
فأقربُ ما يكونُ المرْ ... ءُ مِنْ فرجٍ إذا يئسِا
قمْ إن أقامك، واقعدْ إنْ أقعدك، واصبرْ إذا أفقرَك، واشكرْ إذا أغناك.
فهذه من لوازم: ((رضيتُ باللهِ رباً، وبالإسلامِ ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً)) .