إن من حكمة القول في الدعوة إلى اللَّه - تعالى - أن يُخاطب الناس على قدر عقولهم، وأحوالهم، وعقائدهم، وأوضاعهم، وليس من الحكمة أن يُخاطب المسلم - في توجيهه وإرشاده وحثّه على الالتزام والتمسك بدينه - كما يُخاطب الملحد، أو الوثني، أو اليهودي، أو النصراني، أو غيرهم من الكفار.
ولا شك أن المسلمين ينقسمون إلى قسمين:
القسم الأول من المسلمين: وهم الذين ينقادون للحق ولا يعاندون، فهؤلاء يكفي في دعوتهم بالقول الحكيم أن يبيَّن لهم الحق علماً وعملاً واعتقاداً، وحينئذ ينقادون لذلك - بإذن اللَّه تعالى -.
أما القسم الثاني من المسلمين: وهم الذين عندهم غفلة وشهوات وأهواء، وهم عُصاة المسلمين، فهذا القسم تكون دعوتهم بالحكمة القولية حسب المباحث الآتية:
المبحث الأول: الموعظة الحسنة وأنواعها.
المبحث الثاني: الترغيب والترهيب.
المبحث الثالث: حكمة القول التصويرية.
المبحث الرابع: الدعوة بالقوة القولية والفعلية.