عشرة مسالك بإيجاز كالآتي:
من حكمة القوّة في الدّعوة إلى اللَّه هجر من يظهر المنكرات على وجه التّأديب حتى يتوب، كم هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - الثلاثة الذي خُلِّفُوا حتى أنزل اللَّه توبتهم.
وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم، وقلتهم وكثرتهم؛ فإن المقصود به زجرُ المهجور وتأديبه، ورجوع العامة عن مثل حاله، فإن كان هجره يضعف الشرّ كان مشروعاً، وإن كان المهجور لا يرتدع بذلك ولا يرتدع به غيره، بل يزيد الشرّ والهاجر ضعيف، وتكون مفسدة الهجر راجحة على مصلحته لم يشرع الهجر، بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر، كما كان الهجر لبعض الناس أنفع من التأليف، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتألف قوماً ويهجر آخرين (?)، وينبغي أن يُفرّق بين الهجر لِحَقِّ اللَّه وبين الهجر لحق النفس، فالهجر لِحَقِّ اللَّه – تعالى – مأمور به، والثاني منهي عنه.
ولا شك أن الهجر لحق اللَّه من العقوبات الشرعية، فهو من جنس الجهاد في سبيل اللَّه (?)، وهذا يُفعَل؛ لتكون كلمة اللَّه هي