عذاب أبي طالب (?).
ثالثاً: الاحتجاج على من طلب الشفاعة من غير اللَّه بالنص والإجماع، فلم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا الأنبياء من قبله شرعوا للناس أن يدعوا الملائكة، أو الأنبياء، أو الصالحين، ولا يطلبوا منهم الشفاعة، ولم يفعل ذلك أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان، ولم يستحبّ ذلك أحد من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا مجتهد يعتمد على قوله في الدين، ولا من يعتبر قوله في مسائل الإجماع، فالحمد للَّه رب العالمين (?).
من الحكمة في دعوة المشركين إلى اللَّه - تعالى - لفت أنظارهم وقلوبهم إلى نعم اللَّه العظيمة: الظاهرة والباطنة، والدينية والدنيوية. فقد أسبغ على عباده جميع النعم {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (?)، وسخر هذا الكون وما فيه من مخلوقات لهذا الإنسان.