وهي من أعظم الأدلة التي تهدي لمعرفة اللَّه – تعالى – والإيمان به - عز وجل - وتبعث المهتدي بها إلى العمل المزكّي للنفس، والمهيئ له إلى سعادة الدارين، بخلاف الهداية العقلية وحدها، فإنها – وإن أنقذت صاحبها من القلق النفسي والحيرة الفكرية – لا تزكِّي نفسه، ولا تُقوِّم أخلاقه، ولا تهيئه لسعادة الدارين، ولا تُخرجه من دائرة الكفر حتى يؤمن بالأدلة الشرعية ويعمل بمقتضاها (?).
والكتب السماوية كلها تنطق بأن اللَّه هو الخالق لكل شيء، المستحق للعبادة، وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح العباد، دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه، وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها، دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به (?).
ودلالة القرآن الكريم نوعان:
(أ) خبر اللَّه الصادق، فما أخبر اللَّه – تعالى – به، أو أخبر به رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو حق وصدق (?)، ولا يمكن أن يكون في ذلك شيء مُناقض لدليل عقلي ولا سمعي (?)، لأن ما أثبته السمع الصحيح لم