ويش المانع؟ ما فيه ما يمنع أبداً؛ أنه إذا عرف فلان بهذا يصرح به، ورأينا من كتب في الصحف في الأيام الأخيرة من انتحل كتاب هو لغيره موجود، المقصود أن مسألة الاختصار قد يكون الكتاب فيه حشو كثير، ويتولاه طالب علم متمكن ليقرب الفائدة من هذا الكتاب، الاختصار مسلك ونوع من أنواع التصريح بشرطه، ليس معنى هذا أنه لمجرد أن يقال: فلان اسمه يدور في المكتبات هذا مكثر من التصريح هذا غلط، هذا عبث، هذه حقيقة مرة إذا كان هذا هو الهدف؛ لكن إذا رأى أن هذا الكتاب الكبير فيه فوائد عظيمة لا يمكن أن يستغنى عنه، إلا أنه يحول دون الاستفادة منها طول الكتاب لا مانع، الحافظ ابن حجر اختصر كثير من الكتب، ونفع الله بمختصراته، وإن كان بعض الناس يلمزه بهذا، وأنه طمس معالم الكتب، ونسبها إلى نفسه المقصود أن له حساد، ولا شك أن شهرة الحافظ ابن حجر غطت على الأصول، يعني كتابه التلخيص الحبير لا يكاد يذكر عند أصله البدر المنير بفائدة، ومع ذلك تأخر طبع الأصل لانتشار الفرع، وشهرة الحافظ ابن حجر، وقل مثل هذا في بقية مختصراته، لكن ما يمنع أن يكن ينبري عالم مدرك يميز بينما يحتاجه طلاب العلم، وما لا يحتاجونه بين بسط السمين، ويهذب بعض الكتب؛ لكن هذا ليس على إطلاقه، ينبغي مثلما تفضل الدكتور أن تشكل لجنة لحفظ التراث من العبث، وبداية قبل تشكيل هذه اللجنة، ينبغي على أهل العلم أن ينبهوا، وما تكاد تنظر مناسبة في دروسنا إذا رأينا كتاب بيد طالب من الطلاب نلاحظ على طبعته بعض الأشياء ننبه عليها في وقته في الدروس في المسجد، نقول: يا أخي إيش الطبعة التي معك؟ إذا قال: كذا، ننبه عليه، بعض الكتب أعرفها من مجرد حجمها، أو من لونها، أنبه على ما فيها من خلل؛ فالتنبيه أمر في غاية الأهمية، لا سيما وأن المطابع الآن تزف إلى الناس المئات بل الآلاف من الكتب، فلا شك أنه يحير طلاب العلم، فلا بد من ترشيد هذا الأمر وصيانته.