أيضاً في باب الفصل لمؤرخ مثلاً ابن الوردي، ابن الوردي فقيه وعالم وقاضي ومؤرخ، ومع ذلك له كتاب في المجون، ويزعم أنه برر كتابه هذا بأن المنتقد لا يدري أن الفقه فن، والأدب فن آخر، نقول: لا يا أخي الدين واحد، نعم ما يطالبك به علم الكتاب والسنة والفقه لا بد من امتثاله في العلوم الأخرى، أما الفك بين هذه العلوم بهذه الطريقة لا شك أنه تناقض في الشخص بلا شك.
من أهم ما دون في هذا الباب (تاريخ الأمم والملوك) أو (تاريخ الرسل والملوك) لإمام المفسرين والمؤرخين محمد بن جرير الطبري، وكتابه عمدة عند المؤرخين، وهو ممن يروي بالأسانيد، وفي أسانيده كما أشرنا الصحيح وغير الصحيح، والكتاب طبع مراراً في أوروبا ومصر وغيرهما، كتاب معروف متداول عند المتقدمين والمتأخرين، ومحل عناية عند أهل العلم؛ لكن يحتاج من يدرس أسانيده، لا سيما السلاسل التي تتكرر فيه بحيث تكون دراستها مرة واحدة تغني في أخبار كثيرة جداً، هذا يريح طالب القارئ كثيراً، يعني لو درست السلاسل في المقدمة، وفي جزء مستقل وأحيل عليها ثم بعد ذلك السلاسل التي تدور، دورانها أقل تدرس في مواضيعها.
من التواريخ المهمة أيضاً: تاريخ ابن الجوزي واسمه (المنتظم) هو تاريخ كتبه ابن الجوزي، وفيه أحداث وفيه تراجم لأهل العلم إلى قبيل وفاته في نهاية القرن السادس.
تاريخ الإمام الحافظ ابن كثير المعروف بـ (البداية والنهاية) هو مستمد في غالبه لا سيما نصفه الأول من تاريخ الطبري، وهو أيضاً معتمد على ابن الجوزي في تاريخ، ومصادر أخرى.