أصول الفقه كغيره من العلوم، ألفت فيه الكتب المناسبة للمبتدئين والمتوسطين والمنتهين، وصنفت لكن ينبغي أن يشار إلى أن كثير من الكتب صيغت بأساليب فيها صعوبة، والصعوبة لا شك أنها تربي طالب العلم بلا شك، لكن وجه هذه الصعوبة دخول بعض العلوم والاصطلاحات التي ليست في الأصل من هذا العلم، لكنها أمر صار لا بد منه فرض نفسه، أمر لا بد منه، وتجلية وتخليص هذه الكتب من هذه الشوائب التي دخلت عليه من علم الكلام مثلاً، مطلب يطالب به كثير من الغيورين على عقيدة أهل السنة والجماعة، لكن في تقديري أن هذه الكتب لو بقيت على وضعها وعلق على ما يخالف مذهب أهل السنة والجماعة؛ لأنها صيغت بطريقة لو حذف منها شيء لأخل بترتيبها، وصياغتها يحتاج إلى أن نصوغها لا على طريقة المتقدمين في المتون، هذه مشكلة، هناك كتاب اسمه (معالم في أصول الفقه) على طريقة أهل السنة والجماعة، وهناك منظومة للشيخ محمد علي آدم الأثيوبي في أصول الفقه على طريقة أهل السنة والجماعة، هذه الخطوات طيبة ونافعة؛ لكن يبقى أن هذه الكتب التي تربى عليها شيوخنا، ويربى عليها الطلاب الآن، لا تسلم من المخالفات، لكن هذه وظيفة المدرس والطابع، المحقق يحتاج إلى أن يعلق على مثل هذه القضايا.

مما يبدأ به في أصول الفقه الورقات لأبي المعالي الجويني في خمس أو أربع ورقات، يربى عليها طالب العلم يحفظها ويقرأ شرحها للمحلي أو الرعيني، ويسمع عليها الأشرطة، ويحلل له الشيخ ما بقي، فهذه أول لبنة، أيضاً من المختصرات في هذا العلم مختصر التحرير للفتوحي، مع أنه من أصعب كتب الأصول، أذكر أننا قرأناه قبل ثلاثين سنة على الشيخ عبد الله بن غديان، والشيخ هذا بالنسبة له من أبجدياته -حفظه الله-، هذا الكتاب رغم صعوبته إذا تولاه بارع يحسن تدريسه ينفع الطلبة كثيراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015