إضافة على ذكر أقوال الأئمة الأربعة والظاهرية وغيرهم، فالكتاب كتاب أقرب ما يكون استدلال للزاد، وأيضاً بيان لمذاهب الأئمة الذين وافقوا المذهب وخالفوه، وكوننا ننصح طالب العلم بقراءة هذه الكتب المختصرة والعناية بها لا يعني أننا نظنها كتب معصومة من الخطأ، إذا ضربنا على سبيل المثال الزاد الذي بين أيدينا فيه اثنتان وثلاثين مسألة خالف فيها المذهب، وخالف القول الراجح في مسائل، يعني لا يعني هذا أننا نجعل طالب العلم مربوط بهذه الكتب يعمل بها، نحن لا نقول: أن من حفظ الزاد أو فهم الزاد صار حكماً على العباد، كما يقوله بعض المغرضين الذين يروجون للتهويش عن كتب الفقه؛ لأنه ظهرت دعوة تتضمن التهوين من الفقهاء وكتب الفقه، والأخذ مباشرة من الكتاب والسنة، نقول: الأصل الكتاب والسنة، ونحن نتدين بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-؛ لكن هذه الكتب المختصرة يتخرج عليها طالب العلم بمعنى أنه يجعلها عناصر أو خطة بحث، يأتي إلى هذا الكتاب ويأخذ مسائلة، هذه المسألة الأولى في هذا الكتاب، يصور المسألة ويتصور المسألة تصوير دقيق من خلال ما فهمه من قراءة على شيخ، أو نظراً في شرح، أو حاشية أو سماع أشرطة، المقصود أن يتصور هذه المسألة تصوراً دقيقاً، ثم بعد ذلك يستدل لصاحب الكتاب على هذه المسألة، ثم بعد ذلك ينظر من وافق من الأئمة صاحب الكتاب في هذه المسألة، ثم بعد ذلك ينظر من خالف، وينظر في دليله، ويوازن إذا تأهل للموازنة، ويرجح إذا صار أهلاً للترجيح، وبهذا يخرج عالم، لا أقول: طالب علم، إذا أمكن قراءة كتاب كامل بهذه الطريقة، وقد تأهل لذلك بالإخلاص التام لله -عز وجل- وقصد بتعلمه نفع النفس أولاً، وأن يعبد الله -جل وعلا- على مراده، وأن ينفع الآخرين، بهذه النية الصالحة، وجاء مع الجادة، وسلك الطريق الذي ذكرناه، ومع ذلكم احترم أهل العلم، وأدى ما يجب عليه تجاه النصوص من احترام، وجعلها هي النبراس الذي يستضاء به، ومع ذلك جبل وفطر على حافظة قوية تسعفه عند الحاجة، وفهم يسعفه ليتصور المسائل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015