هناك بلا شك دلالات كثيرة من وجود هذه الآية وسط الآيات التي تتحدث عن القدرة الإلهية المطلقة، ولعل من هذه الدلالات أنها تحمل لنا جميعا رسالة تقول: إن الله عز وجل ذو قدرة مطلقة، وعلم لا حدود له، وقوة لا يمكن تخيلها، ومشيئة نافذة، والدليل على ذلك ما نراه بأعيننا من سماء مترامية الأطراف مرفوعة بلا عمد، ومن الأرض الممدودة، ومن البرق والصواعق المخيفة.

هذا الإله العظيم الذي ترون آثار قدرته بأعينكم يستطيع - بلا شك - أن يغير ما بكم من ذل وهوان وسوء حال، وكل ذلك في لمح البصر .. ومع سهولة ذلك ويسره عليه فإنه لم يفعل ذلك إلا إذا بدأتم أنتم بتغيير ما بأنفسكم وأصبحتم على الحال الذي يرضيه.

فليُعل بنا إذا ما يُفعل، وليزداد بنا الذل والهوان، ولتشتد الصرخات والآهات، ولتكثر الجراح في جسد الأمة، وليضعنا أعداؤنا تحت أقدامهم، فلن يغير الله ذلك كله، ولن ينزل نصره علينا، ويعيد لنا مجدنا الضائع إلا إذا بدأنا نحن بتغيير ما بأنفسنا.

الأمل في الله وحده:

من ينظر ويتفحص ما عند أعدائنا من إمكانات مادية، وتكنولوجيا متطورة، وأسلحة دمار شامل، ثم يقارن ذلك كله بما نملكه فقد يصيبه الإحباط، أو يتسرب إلى نفسه اليأس، فلا وجه للمقارنة بيننا وبينهم.

ومن ناحية أخرى فواقع الأمر يخبرنا بأنه لأمل حقيقيا للحاق بهم لأنهم لن يسمحوا لنا بامتلاك أسباب القوة ولا كل ما هو جديد، فالمساحة التي أتاحوا لنا التحرك فيها محدودة، ومهما اجتهدنا فيها فسنكون دوما في ركب التخلف، وأذيال الأمم.

هذا الواقع نعلمه جميعا، مما يجعل البعض منا يعتبر الحديث عن عودة الخلافة الإسلامية وأستاذية العالم مرة أخرى ضربا من ضروب الخيال وأحلام اليقظة.

نعم هذا حقيقي إذا ما كانت الحسابات " المادية فقط " هي الحاكمة لهذا الأمر أما في حالة وجود القوة الإلهية الجبارة فستنقلب المعادلات، وستتغير الموازين، وتتلاشى القوى المزعومة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015