إذن فمن يُرد التخلق بصفات المؤمنين فعليه بمنابع الإيمان أولا، وعلى رأسها القرآن، أما أن يتم تجزئة هذه الأخلاق وتقسيمها ومحاولة التخلق بخلق منها كل فترة، فهذا طريق طويل من الناحية النظرية ومن الصعب تحقيقه من الناحية العملية، فالأخلاق كثيرة، وكل خُلق له الكثير والكثير من المظاهر التي المطلوب تحقيقها، معنى ذلك أننا سنستمر سنوات طويلة نحاول اكتساب بعض الأخلاق وقد ننجح وقد لا ننجح.

هذا بالنسبة للأخلاق، أما بالنسبة لعبادات القلوب، من توكل على الله، وأنس به، وحب له، ورجاء فيه، وإخلاص، وإنابة، وتعظيم وخشية، وزهد في الدنيا، و ... فهذه ثمار لا يمكن القفز إليها أو اكتسابها بطريقة مباشرة، بل هي نتيجة طبيعية لمعرفة الله عز وجل .. فالتوكل على الله - على سبيل المثال - ثمرة لمعرفة الله الحي، القيوم، العليم، القادر، وعلى قدر تمكن هذه المعارف من القلب تكون عبودية التوكل بتلقائية ودون تكلف.

وكما مر علينا فإن أفضل طريقة للتعرف على الله هي القرآن، مع ربط هذه المعرفة بأحداث الحياة قدر الإمكان .. هذه المعرفة يمكن الوصول إلى الحد الأدنى منها في فترة وجيزة بإذن الله.

أما اكتساب المهارات التي يحتاج إليها الفرد، كتعلم مهارة فن الإلقاء، أو إتقان مهارة إدارية، أو تعلم لغة من اللغات فإنها بالفعل تتطلب تدريبا وتربية عليها حتى يتم اكتسابها مع الأخذ في الاعتبار أن الإيمان يدفع صاحبه لبذل المزيد من الجهد الذي يختصر فترة التدريب، وكذلك يصحح النية لذلك ويجعلها خالصة لله عز وجل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015