أليس هو - سبحانه - الذي أغرق فرعون وجنده، وأهلك عادا وثمود؟، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر/6 - 14].
أليس هو - سبحانه وتعالى - الذي استنصره نوح عليه السلام فاستجاب له ونصره نصرا مؤزرا: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [القمر/11 - 14]؟
فلماذا إذن لا ينصرنا الله عز وجل وقد بُحَّت أصواتنا بدعائه؟
لماذا تأخر المدد الإلهي ونحن في مسيس الحاجة إليه اليوم قبل الغد؟
فإن قيل: إن هذا المدد لا يتنزل إلا على من يستحقه .. كان السؤال: فما المطلوب منا أن نفعله لنكون أهلا له؟
أين نضع نقطة البداية لطريق النصر والتغيير؟ وكيف نبدأ؟
حول الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها كانت هذه الصفحات التي نسأل الله عز وجل أن يوفقنا فيها، ويلهمنا الرشد والسداد للحديث حول هذا الموضوع المهم الذي يشغل بال كل مسلم غيور على دينه، ويتمنى الخلاص من الوضع الأليم الذي آل إليه حال أمته.
والله الموفق، والهاجي إلى سواء السبيل.
{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة/32].