وليت الأمر وصل إلى هذه الدرجة، بل قد انتشر الفساد في كل الاتجاهات، ولم يعُد مقصورا على طبقة دون أخرى، فالمنكرات تملأ بلدان المسلمين .. تفشى الظلم والفساد والغش والكذب بين الناس.
دخلت الفضائيات بيوت المسلمين لتعرض لهم الفحش والفجور ليلا ونهارا، فاستثيرت الشهوات، وانتهكت الحرمات.
أصبحنا في زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر.
ارتفعت رايات الباطل ونُكست رايات الحق.
أُفسح المجال لدعاة العلمانية والتغريب، وغُيِّب صوت الدعاة إلى الله.
أصبح التمسك بالدين يعني التطرف والإرهاب، وأما التفسخ والانحلال فهو الاعتدال والوسطية .. صار بأسنا بيننا شديد، واستعان بعضنا بالكفار وأعداء الدين على إخوانه المسلمين.
تفرقنا على رايات قومية، وتركنا الجهاد في سبيل الله، وتقاعسنا عن نصرة إخواننا المضطهدين في كل مكان.
لقد ملأ حب الدنيا قلوبنا، فأصبحت تصوراتنا وأحلامنا منبثقة منها .. اتجهت أعيننا إلى الأرض وتصارعنا على ما فيها، فوقعنا فيما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: " إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد: سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " (?).
الم نرض بالزرع .. ألم نحلم بامتلاك الأراضي، وبناء العقارات .. ألم يشغل تفكيرنا التخطيط لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا في الدنيا؟
ألم ننشغل بتنمية أموالنا وزيادة أرصدتنا؟
فماذا نريد بعد ذلك .. وماذا نتوقع أن يحدث لنا؟
إن اقتراف شيء واحد مما سبق ذكره لكفيل باستدعاء غضب الله علينا، فكيف بهذا كله وغيره، مما تمتلئ به بلاد المسلمين؟!!