الأمة ليطبق شريعة الله، لا بنوع الحكم الذي يزاوله الحاكم، والذي لا خيار فيه لأحد من الناس، حكاماً كانوا لا محكومين، بعد أمر الله الملزم بتطبيق الشريعة، وحكم الله الصريح بنفي الإيمان البتة عمن يعرض عن شريعة الله: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} (النساء: 65) . {وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} (النور:47) .
* * *
هذه قضايا رئيسية من قضايا الدعوة، وما لم تع الجماهير جيداً هذه القضايا، وتؤمن بها إيماناً راسخاً، فلن تتوفر القاعدة الجماهيرية الصحيحة، التي يمكن أن يقوم عليها حكم إسلامي، فالجاهلية العالمية كلها واقفة بالمرصاد لتمنع تحقيق هذا الحكم في واقع الأرض، ولا بد من إيمان واع وراسخ يقاوم الضغط العالي كله، ويصمد إزاءه، ولك غبش نحدثه حول هذه القضايا هو في الحقيقة تعويق للدعوة وإن ظننا أنه يقرب الطريق.
* * *
تلك خلاصة سريعة للأسباب التي أدت إلى تعجل الحركة المعاصرة في تحركها، والنتائج التي ترتبت على هذا التعجل، والتي من شأنها أن نراجع حساباتنا ونحاول التصحيح.
وفي الفصول القادمة سنتحدث عن التربية المطلوبة، سواء للقاعدة الصلبة التي تحمل مسئولية الدعوة، أو للقاعدة الجماهيرية التي لا بد من إنشائها لتتم الحركة في واقع الأرض، وتصل إلى أهدافها بعون الله، مسترشدين في حديثنا بخطوات المنهج النبوي في الدعوة، والذي كانت نقطة البدء فيه هي إقامة القاعدة الصلبة التي تحمل البناء.