19 - رمضان

مع القرآن:

قيل للسيدة عائشة رضي الله عنها: إن أناساً يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثاً، فقالت: «قرؤوا ولم يقرؤوا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم ليلة التمام فيقرأ سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة النساء لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله تعالى ورغب، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ» [رواه أحمد].

فلنفعل مثل ما كان يفعله رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولنتجاوب مع القراءة فإذا وجدنا موضع تسبيح سبحنا، وموضع استغفار استغفرنا، وموضع دعاء دعونا، وعند آيات النار نستعيذ بالله من شرها، وعند آيات الجنة نتشوق ونطلب أن نكون من أهلها.

السؤال: تحدثت سورة النمل عن فرعون وأنه رأى آيات مبصرة تدل على صدق موسى عليه السلام، ومع ذلك لم يؤمن، وفي نفس السورة نجد مَلِكة سبأ تري آيات مبصرة تدل على الله الواحد فتؤمن .. ولقد بين القرآن السبب لعدم إيمان فرعون، والسبب لإيمان ملكة سبأ .. اذكر الآيات التي تدل على ذلك.

العمل الصالح:

إطعام الطعام .. باب عظيم من أبواب الخير غفل عنه الكثير من الناس .. قال صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفاً يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها» قالوا: «لمن هي يا رسول الله؟ قال:- لمن أطعم الطعام، وأطاب الكلام، وصلى بالليل والناس نيام» [رواه أحمد].

فلنطعم كلما سنحت الفرصة بعضاً من أصدقائنا كما كان يفعل الصحابة .. كان علي رضي الله عنه يقول: «لأن أجمع ناساً من أصحابي على صاع من طعام أحب إلى من أن أخرج إلى السوق اشتري نسمة فأعتقها».

20 - رمضان

مع القرآن:

عندما نكثر من قراءة القرآن، ونداوم عليها كل يوم، ونقرأ بترتيل، ومن المصحف، وبصوت مسموع، ونفهم ما نقرأ- ولو بصورة إجمالية- ونتجاوب مع الخطاب القرآني .. فإن هذا من شأنه أن يستثير المشاعر، وستأتي بإذن الله- لحظات يتم فيها التأثر بآية أو آيات من القرآن خلال القراءة .. هذا التأثر معناه دخول النور إلى القلب في هذه اللحظة، وزيادة الإيمان فيه .. فماذا نفعل آنذاك؟!

علينا أن نستثمر هذه الفرصة أطول فترة ممكنة من خلال تكرار الآية أو الآيات التي أثرت فينا، ولا ننتقل عنها إلى غيرها طالما وجد التأثر، فإن هدأت المشاعر وخف التأثر انتقلنا إلى الآيات الأخرى منتظرين تأثرًا جديدًا.

السؤال: الحياء خُلق عظيم يحبه الله عز وجل، وهو شعبة من شعب الإيمان وثمرة من ثمراته، ولقد تجلى هذا الخُلق وظهرت العديد من مظاهره في قصة موسى عليه السلام مع الفتاتين في سورة القصص .. اذكر من القصة ثلاثة مظاهر لخلق الحياء.

العمل الصالح:

أوصانا الله عز وجل في كتابه وعلى لسان رسوله بالإحسان إلى الجار: «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت إنه سيورَّثُه» [متفق عليه]. ورمضان فرصة عظيمة للقيام بهذا العمل العظيم، والمبالغة في الإحسان إلى الجار بشتى الصور.

21 - رمضان

مع القرآن:

لو قيل لك: عليك أن تقوم بترديد وتكرار جملة واحدة لمدة نصف ساعة ماذا سيكون شعورك وأنت ترددها؟ فما بالك لو قيل لك كررها ساعة أو ساعتين .. يقينًا ستشعر بالضيق الشديد والتبرم و .. أتدري- أخي- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل ليلة كاملة- عدة ساعات- يردد آية واحدة {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] يرددها بمحض إرادته واختياره! فقد استحوذ معناها على عقله ومشاعره.

فلنكرر تلك الآية التي نتأثر بها ونحن نقرأ القرآن، ولنعلم أنه كلما كررناها ونحن في حالة التأثر فإن هذا معناه استمرار تدفق النور والإيمان إلى القلب، ومن ثمَّ تدبُّ الحياة في جنباته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015