كلمة «لَيْسَ» وشاع الخطأ واستمر , كما أشار إلى ذلك الحافظ أبو زرعة بن الحافظ زين الدين العراقي في (" طرح التثريب في شرح التقريب " , ج 4 ص 18) وَبَيَّنَهُ العلامة أحمد شاكر في " تخريجه لتفسير الطبري " (الأثر:2527) وأقام عليه من الأدلة ما يشفي الغليل (?).
وفي كثير من كتب الفقه وأبوابه أحاديث من هذا النوع , الذي لا يعرف له سند عند بعض الحفاظ , وهو الذي يقول عنه الحافظ الزيلعي في " نصب الراية ": «غَرِيبٌ». وهو اصطلاح خاص به , يفيد أنه لم يجد له سَنَدًا. ويقول عنه الحافظ ابن حجر في " الدراية ": «لَمْ أَجِدْهُ». أو: «لَمْ أَرَهُ مَرْفُوعًا» , ونحو ذلك من الألفاظ.
ويكثر هذا في بعض الأبواب إلى حد يلفت النظر.
كنت أطالع أحاديث كتاب (الذبائح) في " الدراية " فوجدت فيه أكثر من عشرين حديثًا , بعضها صحيح , وبعضها ضعيف , وبعضها لم يعرفه الحافظ أو لم يجده!
ومن ذلك حديث: «سُنُّوا بِهِمْ (أي المجوس) سُنَّةَ أَهْلِ الكِتَابِ غَيْرَ نَاكِحِي نِسَائِهِمْ، وَلاَ آكِلِي ذَبَائِحِهِمْ» قال: لم أجده بهذا اللفظ.
وحديث «المُسْلِمَ يَذْبَحُ عَلَى اسْمِ اللَّهِ [تَعَالَى]، سَمَّى أَوْ لَمْ يُسَمِّ» , قال: لم أجده بهذا اللفظ.
وحديث ابن مسعود: «جَرِّدُوا التَّسْمِيَةِ» قال: لم أجده.
وحديث «الذَّكَاةُ مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ وَاللِّحْيَيْنِ» قال: لم أجده.
وحديث «افْرِ الأَوْدَاجَ بِمَا شِئْتَ» قال: لم أجده.
وحديث «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ تُنْخَعَ الشَّاةُ إِذَا ذُبِحَتْ»، قال المصنف: أي تبلغ بالسكين النخاع , قال الحافظ: لم أجده.
وحديث «أَنَّهُ نَهَى عَائِشَةَ عَنِ الضَبِّ حِينَ سَأَلَتْهُ عَنْ أَكْلِهِ» قال: لم أجده.