إن هذا الحديث وما جاء في معناه ليعد فخرًا للإسلام في مجال القيم الإنسانية , التي تحترم كل مخلوق حي ,وتجعل في رعاية كل كبد رطبة أجرًا.
ومما يتمم هذا المعنى ما جاء في الحديث الآخر الذي رواه البخاري: أن رجلا سقى كلبًا , فشكر الله له , فغفر له.
وإن امرأة بغيًا سقت كلبًا , فغفر الله لها!
على أن أبا هريرة لم ينفرد برواية هذا الحديث , حتى يظن أنه لم يضبط ألفاظه , كيف وهو أحفظ الصحابة على الإطلاق؟
فقد روى أحمد والبخاري ومسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ! حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ» قَالَ اللهُ: «لاَ أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَلاَ سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا، وَلاَ أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا، فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ» (?).
ورواه الإمام أحمد عن جابر عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
«عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرٍّ رَبَطَتْهُ حَتَّى مَاتَ، وَلَمْ تُرْسِلْهُ فَيَأْكُلَ مِنْ خَشَاش الأَرْضِ» (?).
فلم ينفرد أبو هريرة برواية الحديث , ولو أنه انفرد ما ضره ذلك شيئًا.